العلاقة بين الكيمياء والصحة من أوثق العلاقات ، فهناك العديد من العقاقير والأدوية التي توقف الآلام وتخفض الحرارة وبعضها منومات ومهدئات وأخرى مضادات للحساسية 0 ومن الأمثلة على تلك العقاقير ما يلي :
1/ المضادات الحيوية : وهي مواد تحضر من الفطريات أو البكتيريا
تستخدم لوقف نمو الميكروبات (التي تعتبر من أخطر المشاكل
الصحية) ومن هذه المضادات الحيوية عقاقير السلفا والبنسلين والتيتراسايكلين0
2 / عقاقير الحساسية : وتسمى مضادات الهستامين وتعمل على إيقاف
تأثير الهستامين الذي ينتج في خلايا الجسم 0
3 / مزيلات الآلام ومخفضات الحرارة مثل الأسبرين الذي هو عبارة عن
مركب كيميائي ( اسيتايل سلسليك أسيد ) وكذلك البندول 0
4 / المنومات والمهدئات : وهي مركبات عضوية لها تأثير على الجهاز
العصبي تحضر من تفاعل مشتقات داي مثيل مالونات مع اليوريا 0
5 / الهورمونات : وهي عبارة عن انزيمات كيميائية تفرز من الغدد
الصماء لتحدث تغيرات فسيولوجية مهمة كالنمو والتكاثر ،
ومن منجزات الكيمياء للصحة أيضا ما تقدمه من أدوات في مجال الطب مثل المحاقن والملاعق الطبية والخراطيم والصمامات والعدسات اللاصقة وبدائل الأسنان و العظام و الخيوط الجراحية 0 والمسلمون هم أول من استعمل الكيمياء في صناعة الدواء حيث ادخل العالم الكيميائي ابوبكر الرازي استعمال أملاح المعادن في العلاج ووضع منها المراهم والسفوف و البرشام بعد تجربتها على الحيوانات 0وأوصى العالم ابن سينا بتغليف حبوب الدواء بأملاح الذهب أو الفضة وبقدر ما للكيمياء من فوائد صحية فلها مشاكل بيئية أيضاً ففي ضوء إسهامات الكيمياء في مجالات الحياة المختلفة والتي تحقق للإنسان السعادة والرفاهية تنشا بعض المشكلات التي تسيء إلى البيئة وتلحق الضرر بمكوناتها وهي : مشكلة التلوث البيئي 0 فالتلوث البيئي الحادث بأنواعه المختلفة أدى إلى حالة من التمزق البيئي التي جعلت الإنسان في دوامة من القلق والاضطراب 0 فالغذاء ملوث و الماء ملوث و الهواء ملوث نتيجة للتقدم الصناعي الهائل والرغبة في زيادة الإنتاج بكافة صوره و أشكاله وقد تناسى الصناعيون أو الدول الصناعية الآثار السلبية الناتجة عن ذلك في غفلة عما نسميه بالمردود البيئي للمنتج قبل إنتاجه 0والحاجة اليوم ماسة وضرورية للأخذ بالشريعة الإسلامية التي اهتمت بالحياة من جميع جوانبها بشكل عام والإنسان بشكل خاص 0 فالله سبحانه وتعالى استخلف الإنسان في الأرض لعمارتها وفقاً لضوابط وقوانين لتستمر الحياة فيها له ولغيره من الكائنات الحية دون ضرر ولا ضرار ثم يأتي بعده أجيال وأجيال 0فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الإفساد قي الأرض وعموماً ليشمل ذلك إحداث التلوث في الكون الذي يضر بالحرث والنسل قال تعالى :[ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ] وقال تعالى [ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ] والعالم اليوم ينادي بالتربية البيئية وقد أشار علماء البيئة في أبحاثهم ومؤتمراتهم على ضرورة العمل على إتباع سياسة تربوية تعنى بحماية البيئة والمحافظة عليها والاهتمام بجميع موارد ها الطبيعية وحمايتها من التلوث الحادث من سلوكيات الإنسان السلبية لتبقى الأرض صالحة للعيش الكريم له وللأجيال القادمة سليمة خالية من الملوثات الكيميائية وغيرها من الملوثات التي وصل أثرها إلى مائنا الذي نشربه وطعامنا الذي نأكله وهوائنا الذي نستنشقه ولا نستغني عنه طرفة عين 0ولاشك أن اتساع رقعة التجارة العالمية وزيادة الصادرات الزراعية والمواد الغذائية المختلفة بين دول العالم والتغيرات في علاقة الإنسان بالبيئة كانت سلباً على خدمات الإصحاح البيئي وزيادة التلوث البيئي 0
منقول